هناك العديد من ردود الأفعال العربية تجاه الحوثيين الذين أصبحوا قوة لا يستهان بها في عصرنا الحالي، وأصبحت تشكل خطرًا على العديد من الدول العربية.
في التقرير التالي، سنعرف من هم الحوثيون؟ وما هي مطالبهم بالتحديد؟ وكيف تتعامل الدول العربية معهم.
من هم الحوثيون؟
الحوثيون معروفون بكونهم حركة أنصار الله، وكان يشار إليهم بأنهم حركة الشباب المؤمن أيضا، وهي في الأساس حركة إسلامية المظهر، سياسية الأغراض، شيعية، زيدية، جارودية، ترتكز في مدينة صعدة الواقعة شمال اليمن، حيث تعتبر المركز الرئيسي لها.
تأسست هذه الحركة في عام 1992، وعرفت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الأصلي الذي كان يعرف باسم بدر الدين الحوثي، حيث كان المرشد الديني للجماعة، وعندما توفي تولى والده عبد الملك الحوثي قيادتها.
الهدف من وراء إنشاء هذه الجماعة هو شعور المتبعين لها أن الحكومة اليمنية تعمل على التهميش والتمييز ضد الهاشميين، وينتمي أتباعها إلى ما يعرف باسم المذهب الزيدي.
ما يعطي لتلك الحركة أهميتها هو أنها حركة مسلحة، لهذا تشكل علامة تهديد على العديد من الدول العربية، خصوصًا الدول التي تقترب حدودها من حدود اليمن.
ماذا يريد الحوثيون؟
بشكل عام، لا تعتقد الحركة الحوثية بأنها ضد الحكومة اليمنية، فهي فقط تسعى لإحياء الإمامة الزيدية في اليمن، حيث يصرحون أنهم ليس لديهم مشكلة في أن يكون حاكم الدولة ليس هاشميا، ولكن يجب أن يكون الإمام هاشمي الأصل ومن نسل أهل البيت.
ودائمًا ما يشير أتباعها أن الهدف من وراء الحركة هو مكافحة التهميش السياسي الذي يحدث مع الهاشميين في اليمن، وكذلك مكافحة التخلف الاقتصادي، ومحاربة الفساد، وأيضًا السعي إلى حكم المناطق التي تستحوذ على الأغلبية من الحوثيين في البلاد.
بالرغم من أن الحوثيين مسلمين في الأساس، ولكن علاقتهم معقّدة مع السنة بشكل كبير، حيث قامت الحركة بالعديد من أعمال التمييز ضد السنة.
الحوثيون واليمن
عارضت الجماعة الحوثية حكم الرئيس اليمني السابق “علي عبد الله صالح”، حيث اتهمته بالفساد، كما انتقدت أيضًا دعم كل من السعودية والولايات المتحدة له، حيث برّروا أن هذا الدعم أتى على حساب الشعب اليمني.
على الجانب الآخر، شارك الحوثيون في ثورة اليمن عام 2011، وكانوا متواجدين وبقوة في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن الذي تم كمبادرة من مجلس التعاون الخليجي للتوسط لإحلال السلام في البلاد، ولكنهم رفضوا بعد ذلك بنود اتفاقه، حيث ادعوا أن ما تم اقتراحه يعمل على تقسيم اليمن إلى مناطق فقيرة وغنية عندما يفصلون المناطق التي ستكون بحوزتهم عن باقي البلاد.
وبالرغم من العداء الذي كان بينهم وبين علي عبد الله صالح، تمكنوا من إحلال الصلح بينهما في عام 2014، وبمساعدته تمكنوا من السيطرة على العاصمة اليمنية، وجزء كبير من المناطق الشمالية للدولة.
ما هي ردة فعل الدول العربية تجاه الحوثيين في اليمن؟
قامت كل من الإمارات العربية المتحدة وكذلك المملكة العربية السعودية بتصنيف الجماعة الحوثية على أنها منظمة إرهابية، وهذا بفعل العمليات القتالية التي تمارسها الأخيرة على حدود كل من الدولتين.
كما أعربت جامعة الدول العربية عن ضرورة إعلان الميليشيات الحوثية في اليمن على أنها جماعة إرهابية، وطالبت أيضًا بضرورة اتخاذ موقف حاسم من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بخصوص الاعتداءات التي تقوم بها تلك الجماعة على كل من السعودية والإمارات.
وهناك العديد من الدول العربية التي أعربت عن دعمها لكافة العمليات العسكرية التي تهدف إلى دعم الشرعية واستعادة استقرار اليمن، ومنها: المغرب، لبنان، السودان، فلسطين، مصر، والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.